_____ MARCHELL ____

عنوان الفصل : قسم قدرات النبلاء.

ظل زيغان مستلقيا هناك على حطام العظام المختلفة التي احاطته من كل جانب، أغلق عينيه بينما دخل عقله في تأمل مغلق. لقد كان يعيد محاكاة كل لحظة مرت من هذه الستة أشهر المنصرمة داخل عقله محاولا بذلك الإستفادة من هذا القتال قدر الإمكان. طاقة الزينتسو، لقد شعر زيغان بشكل غامض أن هذه القوة كانت مناسبة له بشكل أكبر حتى من طاقة الشينسو خاصته !!

زيغان ليس بشخص سيضيع نصف سنة كاملة من أجل لا شيء، خلال نصف كان يمكنه بكل تأكيد تثبيت أساسه خلال مسار الشينسو والإقتراب من الإختراق الى المرحلة المتأخرة من عالم العاهل القتالي حتى !!

لكنه مع ذلك اختار أن يضيع كل هذا الوقت في اكتشاف بعض خبايا قوة الزينتسو هذه.

لقد كانت طاقة الزينتسو حقا ملائمة لزيغان بشكل لا يصدق، على سبيل المثال مخلب الكارثة، هذه القدرة كانت واحدة من القدرات الفطرية التي امتلكها زيغان بفضل سلالة عرق الكارثة لديه، عند تنشيط هذه القدرة بواسطة طاقة الشينسو كان زيغان قادرا على اظهار ما مجموعه خمسة مخالب عملاقة في المجموع، لكن خلال هذا القتال، أظهر زيغان مجرد مخلب واحد فقط حين نشط القدرة بواسطة طاقة الزينتسو.

ومع ذلك، بالنظر الى حجم القوة التي أظهرها ذلك المخلب وحده كان زيغان قادرا على الخروج باستنتاج مدهش، في الواقع طاقة الزينتسو كانت أفضل بكثير من طاقة الشينسو في تنشيط القدرات الفطرية التي توفرها له سلالته !!؟

بينما ظل مستلقيا هناك، خرج العجوز شازان أخيرا من الكوخ العظمي، لقد كانت ملامحه لا تزال حالمة بعض الشيء حيث كان من الواضح أنه لا يزال يشعر بالنعاس. لقد أمضى بالطبع ستة أشهر كاملة في النوم فقط، لم يسبق حتى أن خطى خارج الكوخ العظمي، الآن فقط بعدما انتهى زيغان من مهمة هزيمة المخلوق قرر العجوز شازان الخروج أخيرا من ذلك الكوخ.

لكنه سرعان ما أصبح سعيدا بالنتائج التي حققها زيغان خلال الستة أشهر المنصرمة. زيغان كان مجبرا منذ البداية على الحفاظ على جسده قويا وصلبا لأنه كان يتدرب على الكثير من القوانين، وهكذا من أجل ضمان استقرار كل تلك القوة في جسده كان دائما يحاول رفع قوته الجسدية بالطريقة العادية التي يعرفها الجميع.

لكن بالطبع ما لم يكن يعرفه زيغان هو أن جسده كان يملك بالفعل قوة زينتسو هائلة للغاية، لذلك كان يحقق دائما الإختراقات السابقة في كل من مسار التشي ومسار الزينتسو في نفس اللحظة، أي أن زيغان كان الآن عاهلا قتاليا في المرحلة المتوسطة في كلا المسارين، والآن فقط أدرك أخيرا أن قوة الزينتسو لديه غنية للغاية وكثيفة بشكل لا يصدق. هذه الكثافة في الأصل هي ما منحه جسده الصلب للغاية وكذلك هي ما منحه سرعة التجدد الهائلة التي يتميز بها عن بقية أقرانه.

شوووو !!~~~~~~~~~~

لوح الشيخ شازان بيده فجأة حيث تعالج جسد المارشال زيغان على الفور وكذلك استعاد كامل طاقته الى أوجها في لحظة واحدة !!

لكن هذا لم يكن كل شيء، وإنما ظهر كذلك الشيخ شازان بجانب المارشال زيغان وبدأ يتحدث مع ابتسامة خفيفة على وجهه: " ستة أشهر من أجل نسخ تقنيات خصمك وكذلك صنع تقنيات جديدة لنفسك، هاهاهاهاا أيها السيد الشاب، لماذا أنت بخيل جدا ؟؟

كنت بكل بساطة قادرا على شراء تقنيات لطاقة الزينتسو وهكذا كنت ستتعلم بسرعة أكبر بكثير كيفية التحكم في هذه الطاقة، لو فعلت ذلك كنت لتنهي هذه المهمة في أقل من شهر !؟ أنت تضيع الوقت على غرار عادتك. "

ظهرت مائدة عظمية مليئة بمختلف أنواع الأطعمة التي أعدها الشيخ شازان شخصيا أمام الإثنين، وعلى الفور ظهر كذلك زوج من الكراسي العظمية حيث جلس كلاهما. شازان كان يعرف بالطبع حول المتجر الذي يوفره النظام للمارشال زيغان، لذلك كان يتسائل حول السبب الذي منع زيغان من استخدام المتجر.

من ناحية أخرى، منذ اللحظة التي اكتشف فيها زيغان أن طاقة الزينتسو يمكن أن يكون لها تقنيات خاصة لإستخدامها، سارع بالفعل الى البحث داخل المتجر. لكنه وجد أن هناك قسما يسمى : " قسم قدرات النبلاء "، هذا القسم في المتجر هو الذي ظهر للمارشال أثناء بحثه عن تقنيات استخدام الزينتسو.

لكن كل هذا لا يهم، لأن القسم كان مغلقا تماما، ولفتح هذا القسم لقد تطلب ذلك قدرا معينا من الثروة. هذا الأمر كان غريبا للغاية لكنه كذلك كان متوقعا بعض الشيء من النظام، فلا شيء مجاني بعد كل شيء. الغريب في الأمر أن المارشال زيغان لم يكن أبدا شخصا بخيلا، وإنما سعر فتح هذا المتجر كان عملة لم يسمع حولها زيغان من قبل حتى !!

" العجوز المجنون، لكي أفتح قسم تقنيات الزينتسو الأمر يتطلب كرستالة مشعة واحدة. لقد بحثت بالفعل حول هذه العملة الجديدة واتضح أنها باهضة جدا، أنا لا أملك مثل هذه الثروة. لذلك أنا أفكر في الخروج لبعض الوقت، بعد كل شيء أسهل طريقة لجمع الثروة هي بقتل أصحاب الثروة أنفسهم..." بعد قول هذه الكلمات، انقض المارشال على هذه الطاولة وبدأ على الفور في التهام مختلف الأطعمة بكل هدوء.

كرستالة مشعة !؟

ظهرت نظرة معقدة بعض الشيء على وجه الشيخ شازان، بالطبع بالنسبة لهذا العجوز لم يكن الكرستال المشع سوى لا شيء، شيء عديم القيمة تماما. لكن من أجل ظمان استقرار نمو المارشال كان محرما على العجوز شازان تقديم أي مساعدات كبيرة، حتى من التقنيات القتالية لم يستطع منحها للمارشال كما يرغب. يكفي أن إرث عرق الكارثة وفر للمارشال المتجر، أما بشأن اكتسابه للقدرات داخل المتجر أم لا، فذلك يعتمد على قدراته الخاصة.

" هذا بالفعل الكثير من المال بالنسبة لك، المدينة الحدودية برمتها كانت تطوف في السماء بالإعتماد على كرستالة مشعة واحدة كمصدر للطاقة. من سوء حظك أنه تم تدميرها بالفعل هاهاها... " رمق العجوز شازان المارشال بنظرة فضولية بعض الشيء وهو يتحدث بشكل عرضي.

ماذا ؟ المدينة الحدودية كانت تعمل بواسطة مجرد كرستالة مشعة واحدة ؟

فقط كم حجم القوة التي تحتويها هذه الكرستالات بحق الجحيم ؟؟

لم يستطع زيغان سوى التنهد وهو يضع المزيد من اللحوم في معدته، كرستالة مشعة واحدة كانت تعادل بالفعل 100 مليار كرستالة زرقاء. على العموم كان الكرستال الأزرق هو العملة الشائعة في الأرجاء، وكانت ثروة ملوك القتال بالكاد تقدر بحوالي بضعة ملايين من هذا الكرستال. لكن بالنسبة لمليارات الكرستالات الزرقاء، لقد كانت هذه ثروة لن تمتلكها بالكاد حتى بعض العشائر الكبرى.

الكرستال الأزرق يحمل كمية كبيرة للغاية من القوة، فبواسطة هذا الكرتسال يتم شحن المدافع والسفن الحربية خلال كل الحروب التي شاهدا زيغان الى الوقت الحالي، لكن لم يسبق وأن سمع زيغان بمصدر طاقة قادر على اعالة مدينة حدودية !!

حتى زيغان لم يستطع رؤية أطراف المدينة الحدودية، لقد كانت شيئا بحجم يفوق حجم الكوكب العادي، لتحريك شيء بهذه الضخامة فقط كان من الصعب تخيل حجم القوة اللازمة لفعل ذلك.

..

..

عالم المقاطعة الحدودية، في الحقيقة هذا العالم كان كبيرا جدا، وسبب تسميته بعالم المقاطعة الحدودية من قبل امبراطورية الحد الفاصل في الحقيقة كان بسيطا، لقد كانت امبراطورية الحد الفاصل قادرة على السيطرة على جزء صغير جدا من هذا العالم وكان بحجم يعادل حجم مقاطعة عادية في أي عالم آخر تحت سلطة أي قاعة من القاعات المختلفة.

أما بقية ارجاء هذا العالم فقد كان بالفعل تحت سيطرة قوة غير معروفة بعد لأغلب عامة امبراطورية الحد الفاصل. المقاطعة الحدودية بمفردها كانت بحجم يقارب 100 مليون كيلومتر. لقد كانت حقا عملاقة بشكل لا يوصف، ومع ذلك هذه المساحة لم تكن سوى جزء لا يذكر من حجم هذا العالم الكلي !!

هذا حقا جعل زيغان يتساءل لوهلة عن حجم هذا العالم الحقيقي قبل أن يندفع الى الأمام، بالطبع لقد عاد في الوقت الراهن الى هذه المقاطعة. وعلى الفور انطلق الى الأمام رفقة كل من الصغير بلاكي وآآش اللذان كانا في انتظاره في هذا المكان بمجرد أن وصلتهم الأوامر.

انطلق الثلاثة منهم في اتجاه بعض المراكز التي كانت امبراطورية الحد الفاصل تحاول تأسيسها وترسيخها في هذا العالم كأساس جديد لمدن حدودية ستصل عما قريب، لقد كان حقا الثلاثة منهم فضوليين بعض الشيء حول هذا العدو المتواجد في هذا العالم، خصوصا المارشال زيغان. فبالنظر الى قوة القاعات ككل، كان من الغريب بعض الشيء تعاون العديد من القاعات من أجل غزو هذا العالم حقا ؟؟

..

..

داخل المقاطعة الحدودية، كانت هناك بضعة مدن حدودية تماما مثل المدينة التي كان فيها المارشال سابقا، هذه المدن فائقة الحجم، كل واحدة منهن كانت تطفوا في السماء كما لو أنها سفن حربية تعلن حرب نهاية العالم، على متن هذه السفن العملاقة، كانت هناك جيوش عملاقة من ملوك القتال من مختلف القاعات التي كانت تحت سيطرة قوة القصور الإثني عشر. هالة القوة الفضيعة التي تركزت على متن كل مدينة جعلت العالم من حولهم يتشوه بشكل فضيع.

بأمر من امبراطورية الحد الفاصل، تم إرسال هذه المدن الحدودية الى هذا العالم من أجل الإستكشاف لا غير، مهمتهم هي استكشاف الأراضي من حول المقاطعة وكذلك محاولة إبادة أي عوائق قد تظهر في المستقبل. كانت الإمبراطورية تتعامل مع هذا الأمر مع بعض الجدية، حيث يرسلون في البداية فرقا صغيرة من الناس لتأسيس بعض المقرات، فقد بعد أن يتم تأسيس المقر بالكامل، يتم استدعاء المدينة الحدودية.

وهكذا استغل زيغان هذه الفرصة بالكامل وهو ينطلق رفقة بلاكي وآآش الى أقرب مقر كان في الأرجاء. غالبا يتم تأسيس وحراسة المقر من قبل ما يقارب عشرة ملوك قتاليين، أحد هؤلاء العشرة كان بالضرورة ماجوسا قتاليا مهمته كانت تأسيس تشكيل من نوع النقل الفضائي !!

لم يستوعب زيغان بالضبط هذه النقطة لأن تشكيلات النقل الفضائي كانت محدودة القوة بالطبع، لنقل مدينة حدودية بأسرها ؟؟ كم القوة التي سيتطلبها ذلك ؟؟ وما هو نوع هذا التشكيل الذي يستطيع تنفيذ مهمة من هذا العيار حتى !؟

بينما كان زيغان منطلقا صوب إحدى المقرات القريبة هذه، ظهر فجأة سيف مكسور بجانبه، وكذلك ظهر الشيخ شازان قائلا :

" السيد الشاب، يجب عليك استعمال هذا السيف المكسور في الوقت الحالي خلال هذه الرحلة التدريبية. من الأفضل عدم استخدام مدمر الموازين إلا في حالات الخطر القصوى. "

ألقى زيغان نظرة غريبة على هذا السيف المكسور وكذلك على الشيخ شازان نفسه !! هذا السيف كان كبير الحجم، لكنه كان مجرد سيف مكسور بدون أي شيء مميز على الإطلاق ؟

" وما الفائدة من استخدام سيف مكسور ؟؟ أنا حتى أفضل الرماح على السيوف أيها العجوز." لم يستطع زيغان سوى سؤال العجوز شازان حول هذا الأمر، فهو حقا لم يعرف ماذا يكون هذا الشيء الذي سيجنيه من استخدام سيف مكسور ؟؟

في المقابل العجوز شازان لم يقل في النهاية أي شيء، اختفى فحسب داخل الكوخ العظمي الذي كان يطفوا ويتبع خطوات زيغان الى كل مكان !! الأمر فقط أن هذا الكوخ الغريب كان غير مرئي بتاتا، حقا كانت وسائل هذا العجوز شازان تصبح ملتوية للغاية وأصبح كذلك مزاجه غريبا منذ أن تحسنت العلاقة بينه وبين المارشال زيغان !؟ حتى كل من بلاكي وآآش كانوا قادرين على رؤية هذا الشيء بالفعل، لكنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء أمام شخصية هذا العجوز شازان، حتى من زيغان الذي لم يعرف فائدة القتال باستخدام سيف مكسور تنهد فقط وهو يضع السيف على ظهره بينما يتقدم الى الأمام، من ناحية الخبرة كان زيغان يعرف أنه لا يمكن مقارنته بالعجوز شازان، لذلك غالبا ما كانت هناك فائدة من استخدام هذا السيف المكسور حتى لو لم يعرف حولها في الوقت الراهن.

2021/11/24 · 528 مشاهدة · 1726 كلمة
El Marchel-Z
نادي الروايات - 2024